الفنان مكصد الحلي..يدعو للمحافظة على التراث الغنائي العراقي ويناشد الثقافة والنقابة إلى الاهتمام بالفنانين ودعمهم ووضع حد للمسيئين والطارئين

الفنان مكصد الحلي..يدعو للمحافظة على التراث الغنائي العراقي ويناشد الثقافة والنقابة إلى الاهتمام بالفنانين ودعمهم ووضع حد للمسيئين والطارئين
حاوره.. جبار اللامي
صوت شجي عذب، ينساب بحلاوة وجمال يسحر المتلقي والسامع، يذكرنا بالعصر الذهبي للفن العراقي الاصيل وخصوصا الغناء الريفي العريق، انه الفنان مكصد الحلي، هذه القامة الفنية الشامخة بكل ثقة واصرار، رغم التحديات والازمات والامراض.. وكالة الفجر نيوز كان لها شرف اللقاء به واجراء هذا الحوار الموسع الذي يتضمن الحديث عن واقع الفن ومعاناته وهمومه والامه.. حيث سألناه..
- اين تجد الأغنية العراقية بين الماضي والحاضر؟
مرحبا بكم في مقهى الزهاوي التراثي، واهلا وسهلا بكم في رابطتنا رابطه بيت العطار، السؤال يتضمن شقين الأغنية العراقية هي الوحيدة المسموعة من كل الدول العربيه لكن هناك بعض المطربين اساءوا اليها وادوا الى انهيارها ووصولها الى الهاويه لكنها تبقى اصيلة وجميلة ونحن نحاول من خلال رابطة بيت العطار نسعى للمحافظة على هذا الموروث الراقي. - الكثير من اهالي الحلة ومنطقة سدة الهندية يقولون ان الفنان مكصد الحلي هو خليفة سعدي الحلي، ما تعليقكم؟
- مدينه سدة الهندية والحلة من المدن المهمه والولادة بالمطربين والفنانين الكبار امثال سعدي الحلي ومحمد جواد اموري وغيرهم انا في الحقيقه لست مقلدا للفنان سعدي الحلي وانما متأثر به علما اني لا استطيع ان اصل الى مستواه يوما ما، ولكن ما حصل اني غنيت بصوتي وفق الطريقه الملائية التي يغني بها الفنان سعدي الحلي، واني ان شاء الله سأحافظ على هذا اللون من خلال وجودي في الساحة الغنائية التي امضيت فيها حوالي 50 سنة، ولكنني مازلت الى الان مظلوم ومهمش من قبل الاعلام والمؤسسات المعنية، فهل يعقل يا مسؤولي وزارة الثقافة ونقابة الفنانين العراقيين اني قد خدمت الفن العراقي والريفي لعقود طويلة، اعتاش فقط على الراتب التقاعدي البسيط الذي لا يسد الحاجة، بعد ان تم اخراجي من شبكة الاعلام العراقي والمتحف العراقي لكوني متقاعد، وانا الان في حالة يرثى لها بسبب الامراض المزمنة التي اعاني منها، لذلك انا لدي عتب شديد على وزارة الثقافة والنقتابة لاهمالهم الفنانين الرواد.
- اين يجد الفنان مكصد الحلي نفسه الان؟
- انا اعتبر نفسي من من جيل السبعينيات، حيث زاملت وعاشرت كل المطربين المشهورين في تلك الفترة، وبالخصوص الفنان سعدي الحلي، واول من احتضنني وكان صاحب الفضل علي هو الفنان مهدي الخياط وعبد الرحمن علي.
- كيف ترى المطربين الحاليين؟
- اكثر المطربين الحاليين يبحثون عن الشهرة والظهور والنجومية ولو على حساب الذوق والفن الاصيل، الامر الذي ادى إلى الاساءة البالغة للفن العراقي الأصيل الذي انحدر الان نحو الهاوية بسبب هؤلاء الطارئين.
- من هو مطربك المفضل؟
- الفنان سعدي الحلي والفنان ياس خضر.
- اهم الشعراء الذين تعاملت معهم؟
- هناك الكثير من الشعراء الذين تعاملت معهم، حيث كان اول تعامل لي مع الشاعر كاظم رويعي، ثم الشاعر محمد علي القصاب وعادل محسن وعاقل الربيعي وعماد الدراجي وجبار الغزي وسعدون قاسم.
- ماذا عن الملحنين؟
- صاحب الفضل الاول علي هو الملحن صباح زيارة، الذي لحن لي اغنية (الوداع الاخير) ثم (يا طيبتي)، وكذلك اغنيتي المشهورة حاليا (يا يمه احبهم).
اهم الملحنين المميزين لديكم؟
-هناك الكثير من الملحنين ابرزهم الملحن صباح زيارة ومحمد جواد اموري ومحمد نوشي.
ما هي أهم الدول التي سافرت اليها؟
– سافرت الى العديد من الدول واقمت هناك الكثير من الحفلات الغنائية وخصوصا في سوريا التي عملت فيها حوالي سبع سنوات وكذلك في مدينه الاهواز العربية الذين يحبون اهلها الغناء العراقي ويعشقون اغاني سعدي الحلي الا انهم لا يجيدون هذا النوع من الغناء لانهم بعيدون عن نهر الفرات وعن مدينة العماره، كما سافرت ايضا الى دبي وعملت هناك الكثير من الحفلات اضافه الى سفري الى الاردن واقامة بعض الحفلات وكذلك كانت لي جولة فنية في عدد من الدول الاخرى مثل جمهورية جورجيا وتركيا.
* ما هي النصيحة التي تقدمها للفنان العراقي؟
– انصح الفنانين العراقيين واقول لهم بضروره المحافظه على التراث الغنائي العراقي واختيار الكلمه الصادقه واللحن الجميل الذي يصل الى اذان الناس ويرضي اذواقهم.
* حدثنا عن رابطة محبي بيت العطار؟
-العراق بلد الحضارات والتراث، فيجب على كل انسان عراقي المحافظة على تراثه، وقد حملوني أمانة كمطرب ريفي عراقي القيام بهذه المهمة، لذلك قمت انا وزميلي الفنان هاشم العطار (شقيق الفنان قحطان العطار) بتأسيس رابطة باسم بيت العطار الذي يقع مقرها في مقهى الزهاوي التراثي بشارع المتنبي لكي نحيي التراث الغنائي العراقي مساء او صباح كل جمعة.
مؤكداً .. ان على وزارة الثقافة مطالبة بدعم هذه الرابطة الفنية، ونحن نعتب عليها بعدم دعمها الفنان العراقي الذي يعد ثروة وطنية كبيرة.
*هل تخضع النصوص الغنائية الان للفحص؟
-كلا، لا يوجد شيء من ذلك، بل ان ما يحصل ان الفنان يقوم باقتراض المال او بيع بعض الحاجيات لكي ينشئ استوديو خاص به في بيته، فيقوم بالتسجيل والإنتاج دون الخضوع للفحص ومراعاة الذوق، بينما في السابق كانت هناك لجنة خاصة بفحص النصوص ولجنة لفحص الاصوات وكذلك لجنة للالحان، علما اني قد عانيت كثيرا في ثمانينيات القرن الماضي حتى وصلت إلى مرحلة مطرب رسمي بعد ان كنت شعبيا، اما ما يحدث الان فهو فوضى عارمة.
مبينا.. ان اكثر الاغاني الموجودة حاليا لا يسمعها الا المراهقين والاطفال وهي لا تستمر في الساحة اكثر من ٦اشهر، بينما الاغاني السبعينية والثمانينية ما زالت تسمع ليومنا هذا.
ونحن بدورنا نناشد وزارة الثقافة بضرورة الانتباه لمثل هذه الظواهر السلبية للفن الحالي ومنع كافة الامور التي تسيء له، ووضع لجان متخصصة لفحص النصوص والالحان والأصوات.
* كلمة لنقابة الفنانين العراقيين؟
– اقول لهم.. انصفوا الفنانين العراقيين وخصوصا مطربي الريف، فاين دوركم وجهودكم تجاههم، فانا احد فرسان الأغنية الريفية، واتحداهم ان يقوموا بدعوة اي مطرب ريفي للمشاركة في سفرة او حفلة او مهرجان داخل وخارج العراق.
* *كلمة لوزارة الثقافة؟
– انصفوا الفنان العراقي وارحموه واعيدوا اليه منحته واعملوا على زيادتها، لان مبلغ ٦٠٠ الف دينار بسيط جدا، ويمثل اهانة للفنان وكذلك الاعلامي والمثقف.. الخ.
* كلمة وداع لشارع المتنبي؟
– انا عشت في بغداد لاكثر من ٥٠ سنة، ولكن لدي نية للذهاب إلى مدينتي ومسقط رأسي في محافظة بابل، لذلك سوف اودع بغداد التي تربطني بها ذكريات جميلة في كل شارع ومحلة، وخصوصا الصالحية وشارع المتنبي، واشكر وكالة وصحيفة الفجر نيوز على إتاحة الفرصة للحديث وإجراء الحوار ونشكر دعمكم المتواصل للفن والفنانين.